في تطور دراماتيكي يعكس تصاعد التوتر بين القبائل اليمنية وميليشيات الحوثي، شهدت محافظة البيضاء وسط اليمن انتفاضة قبلية غاضبة ضد الجماعة المسلحة.
وقد جاءت هذه الانتفاضة على خلفية حادثة مروعة تمثلت في اعتداء أحد المشرفين الحوثيين على طفل داخل السجن المركزي بالمحافظة.
وفقًا للمصادر المحلية، فإن الحادثة المؤسفة وقعت عندما كان الطفل في زيارة لأخيه المسجون. وفي ظروف لم تتضح تفاصيلها بعد، قام المشرف الحوثي باحتجاز الطفل والاعتداء عليه جنسيًا، في انتهاك صارخ لكافة الأعراف الإنسانية والقبلية والدينية.
وما زاد الطين بلة، أن قيادة الميليشيات الحوثية، بدلاً من محاسبة الجاني وتسليمه للعدالة، قامت بالتستر عليه وتهريبه إلى العاصمة صنعاء. هذا التصرف أثار غضب القبائل في المنطقة، التي رأت فيه إهانة لكرامتها وتحديًا لأعرافها وتقاليدها.
نتيجة لذلك، اندلعت اشتباكات مسلحة بين أبناء القبائل الغاضبة وعناصر الميليشيات الحوثية في عدة مناطق بمحافظة البيضاء. وقد استخدم الطرفان أسلحة متوسطة وخفيفة في هذه المواجهات، مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا والجرحى من الجانبين، وفقًا لشهود عيان.
هذه الأحداث تسلط الضوء على التوتر المتزايد بين القبائل اليمنية وميليشيات الحوثي، التي تسيطر على مساحات واسعة من شمال وغرب اليمن منذ انقلابها على الحكومة الشرعية في سبتمبر 2014. وتثير هذه التطورات تساؤلات حول مدى قدرة الحوثيين على الاستمرار في السيطرة على المناطق الخاضعة لنفوذهم في ظل تنامي الغضب الشعبي والقبلي ضدهم.
ويرى محللون أن هذه الحادثة قد تكون نقطة تحول في العلاقة بين القبائل اليمنية وميليشيات الحوثي. فالقبائل في اليمن تتمتع بنفوذ كبير وقدرة على التعبئة، وقد لعبت دورًا محوريًا في تاريخ البلاد السياسي والاجتماعي. وإذا استمر هذا التوتر وتحول إلى مواجهة مفتوحة، فقد يشكل ذلك تهديدًا جديًا لسيطرة الحوثيين على المناطق التي يحكمونها.
تبقى الأنظار مشدودة إلى تطورات الأحداث في محافظة البيضاء، وما إذا كانت هذه الانتفاضة القبلية ستشكل بداية لتحول أوسع في موازين القوى داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. ويبقى السؤال المطروح: هل سيكون هذا التوتر والغضب القبلي كفيلاً بإضعاف قبضة ميليشيات الحوثي، التي توصف بأنها الذراع الإيراني في اليمن؟