تناول الكاتب والمحلل السياسي خالد سلمان، في تحليل سياسي موسع، تطورات المشهد اليمني في ظل تصاعد الحراك العسكري والسياسي ضد مليشيا الحوثي، مشيراً إلى أن الجماعة تواجه مرحلة غير مسبوقة من العزلة الإقليمية والدولية، وسط استعدادات لعملية عسكرية فاصلة تهدف إلى إنهاء نفوذها كلياً.
وفقًا لسلمان، نقلًا عن تقرير لموقع بلومبيرج عن مسؤولين أمريكيين، فإن هناك توجهًا متزايدًا للقضاء على الحوثيين باعتبارهم امتدادًا لوكلاء إيران في المنطقة.
وأشار إلى أن هناك تصعيداً في التنسيق بين قيادات يمنية ودول القرار الدولية لترجيح كفة الحسم العسكري، مدعومة بجبهة موحدة تقودها أطراف رئيسية مثل المجلس الانتقالي الجنوبي.
كما لفت إلى أن وزارة الدفاع اليمنية تعلن جاهزية قواتها لمعركة فاصلة، في ظل تململ شعبي متزايد ينتظر الخلاص من الحوثيين.
وتطرق إلى لقاء السفير اليمني في الولايات المتحدة بأعضاء الكونغرس، والذي طالب بدعم جهود استعادة الحديدة، مما يعكس تصاعد الجهود الدولية لإنهاء الأزمة.
وعلى الجانب الآخر، وصف سلمان خطاب الحوثي الأخير بأنه هستيري، حيث رفع سقف إدانة المجتمع اليمني واستثنى نواته المذهبية الصلبة. وأشار إلى أن الجماعة تكثف عمليات الملاحقة والإرهاب النفسي، بينما تحاول الهروب إلى الأمام عبر حملات إعلامية تلمع صورتها في الداخل، منها تصوير السجون كفنادق خمس نجوم، في محاولة للتخفيف من الانتقادات الدولية المتزايدة.
وأكد سلمان أن مليشيا الحوثي لم تنجح في التحول إلى دولة شرعية، وظلت مليشيا تعتمد على دعم خارجي من إيران التي تواجه هي الأخرى تداعيات تفكك محورها الإقليمي. وأشار إلى تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني الذي وصف الوضع الحالي بأنه “درس سوريا المرير”، في إشارة إلى عجز إيران عن دعم أذرعها في المنطقة.
و اختتم سلمان تحليله بالإشارة إلى أن المشاورات الدولية والإقليمية لم تعد تبحث عن كيفية الإطاحة بالحوثي، بل تركز على اليوم التالي لما بعد الجماعة. وأكد أن وجود المجلس الانتقالي الجنوبي في قلب مشهد التوافقات يقطع بأن القضية الجنوبية لم تعد عائقاً أمام الخلاص من الحوثيين.
وأضاف أن المرحلة المقبلة تتطلب بناء وطن غير محترب مع نفسه، ونهج يعتمد على الحوار بدلاً من الإقصاء، في خطوة نحو استعادة الدولة اليمنية وإعادة بناء مؤسساتها على أسس وطنية شاملة.